| 3 التعليقات ]


                             محمد طه


الإلتزام بكل صوره هي جريمة يعاقبك عليها الأفراد قبل القانون في مصر،وربما تندر بك المارة لإلتزامك أو نعتك الناس باسماء لطيفة لكونك أحد الملتزمين،ولو كان حظك جيدا في أغلب الأحوال سوف تعامل معاملة الشاذين عن القانون اليومي لحياة أغلب المصرين
و نسبة كبيرة من الملتزمين يتراجعون قليلا بعد مواجهتهم لأنفسهم الأمارة بالسوء ولغيرهم من الناس ،وتكون المواجهة في البداية في عقر بيتك فلا تستطيع الفكاك
ان لم تكن تعرف معني الإلتزام أو من هم الملتزمين او ان كنت تريد التندر علي أحد الملتزمين فاقرأ هذه اليوميات


ما هو احساسك وانت تبحث عن مكان تصلي فيه،فتسأل أحد شرطي المرور عن مسجد في الجوار فيجيبك بكل بساطة"مافيش جوامع هنا يا استاذ"أكثر مايثير دهشتك بالفعل هو أنكما تسمعان في نفس الوقت صوت المؤذن في أحد المساجد القريبة وهو يأذن للصلاة ،وما يثير غضبك حقا انك تسأل شرطي في القاهرة ذات الالف مأذنة كما كانوا يسمونها قديما،والأكثر من هذا انكما في مصر بلد الازهر فلست في لندن او باريس


ولكن ما يجعلك موشك علي فعل جريمة حمقاء هي سؤال الشرطي لك بكل براءة"هوه انت عايز الجامع ليه يا استاذ؟" هنا تنفجر أعصابك من الغيظ باحثا عن كلمة رقيقة لا تغضب الله اولا ولا تضعك في دائرة التعدي علي شرطي اثناء تأدية عمله ثانيا ،فلا تلبث أن تتنهد وتقول له بكل بساطة"مش وقت العصر ده!!!" ولكنه لا يتركك  في حالك فيعيد سؤال أخر يجعلك تشعر أنك محظوظ اليوم
يعني هاتروح تصلي يا استاذ؟"

هذا ماحدث معي تماما ولكنني تمالكت نفسي وأعصابي قبل أن أجيب بما لا تحمد عقباه،وتوجهت الي المسجد معتمدا علي حاسة السمع،والحمد لله وجدته
لم يكن مسجدا كبيرا بل أقرب الي الزاوية وهنا تظهر مشكلة جديدة،المسجد خلف مدرسة مشتركة ،أسمعك تسالني وما المشكلة ،لا توجد مشكلة واحدة بل مشاكل كثيرة
عندما تدخل المسجد تجد أنك تهبط درجتين تحت الأرض،هنا تجد ايضا أن النوافذ منخفضة قليلا حتي انها تحاذي منتصف الطلبة الواقفين يتسامرون من أجل لاشيء
لتبدأ المهزلة الحقيقية
من المعروف ان الصلاة ليست حركات تؤدي ،لا بل هي شعائر تعظم ووقوف بين يدي الله الواحد
القهار،بالإضافة أنه يجب توافر شرطي الخشوع والخضوع أثناء الصلاة

اذا قل لي بالله عليك كيف يتوافر ذلك وناريمان تقول لحسن أن صديقتهم غادة شريرة وتريد الوقيعة بهم،ويمر فترة من الصمت تبدأ انت فيه تدخل في حالة من الخشوع مرة أخري لتفاجأ بصوت حسن يكلم صوت جديد تكتشف انه صوت غادة التي تؤكد لحسن ان ناريمان شريرة وتريد الوقيعة بينهم

  يا إلهي هل نقف في جامع أم نقف في حوش المدرسة،بعد ان انتهت الصلاة التي اتمني من الله أن تقبل ،يلتفت خادم الجامع الي الشباب ويقول لهم علي الطريقة القططية "هش من هنا" ويبدو أن أحدهم (متعود علي الطريقة دي) فيرد عليه قائلا "ماشي يا شيخ محمود احنا ماشين أهوه" وينصرف متغامزا متلامزا مع صديقاته

لم أجد من أحد الشيوخ الأفاضل في المسجد من يقول للشباب المتسكع أما باب المسجد أن يدخل للصلاة ، ولكن لا بل دار الحديث داخل المسجد علي شيء واحد"جيل قليل الأدب"فلا حول ولا قوة الا بالله

جعلني ذلك اليوم أفكر في شيئين مهمين
هل أصبحت الفريضة المفروضة علي هامش الاعمال اليومية؟
وهل أصبحت قلوبنا لاتخشع؟
اللهم ارحمنا

3 التعليقات

غير معرف يقول... @ 8 يناير 2010 في 7:44 م

كالعادة شديد يا طه

ربنا يكرمك يا بنى وبعد كده صلى الظهر قصر فى بيتكم أحسن

محمد طه يقول... @ 8 يناير 2010 في 8:21 م

قصر ازاي بس هوه انا مسافر

غير معرف يقول... @ 14 يناير 2010 في 3:42 م

اية القصة الوهمية دى انت متخيل حد هيصدق الكلام دة بقى عسكرى مرور مش هيكون عارف فين الجامع فى المكان الى هو واقف فية امال هو بيدخل حمام فين الا فى ميضة الجواع زى كل عساكر المرور فى كل حتة و لو حتى فرضا جديد ومش عارف هيقولك معرفش مش هيسالك سؤال زى دة انت عايز الجامع لية و طبيعى يحصل الكلام الى انت بتقولة عن حديث الطلبة لو فعلا دى زاوية مبنية فى ظهر مدرسة الى يقراء كلامك يفتكر انك فى بلد كافر وانك يا عينى الوحيد الى بتصلى متشوف يوم الجمعة الملاين الى بتصلى فى كل مكان وبلاش مبالغة

إرسال تعليق