| 2 التعليقات ]



                            محمد طه


 هناك مشكلة كانت تلازمني قبل التزامي وزالت الحمد لله الان اثناء محاولة التزامي ،ولكني لم أراها بمثل هذا المنظور قديما،الا وهي مشكلة الحلف ولمن لم يستطع قراءة الكلمة فلأنطقها بالعامية بين قوسين (الحلفان) ولمحبي ومشجعي اللغة العربية الفصحي الصرفة فهي يطلق عليها القسم ولكن الحلف هيه الأعم والأشمل لشموليتها علي القسم
أعلم انكم بدات تضجرون من حصة المتنبي هذه،لذلك سوف ادخل في لب الموضوع
هناك سؤال دائما ينتابني هل يستطيع المصري المسلم ان يظل نصف ساعة فقط دون أن يحلف ؟؟،لربما اثير سؤال خبيث في نفسك فقلت هل يستطيع ان يغلق فمه اصلا لمدة نصف ساعة؟؟،ولكن ليس هذا موضوعنا الان علي الرغم من انه مغري

ولكن بالفعل هل يستطيع فعل ذلك،أذكر لكم أحد المواقف التي حدثت معي لتشاهدوها بعيني أنا ربما أنرت لكم بعضا من الطريق

ذات يوم بينما كنا في كليتنا العريقة قابلت أحد الأصدقاء الذي لم أقابله منذ فترة فقال لي ببساطة"أبو طه والله لسه سائل عليك حتي إسال فلان ولو مش مصدقني اتصل بعلان وحلفه كده وقوله والنعمة اني ما سالت عليك ولا لأ بس انت والله ليك وحشة والمصحف الشريف وحشتني" بالطبع قال هذا كله قبل ان ابدأ بأي كلمة غير ذهولي من رؤيته

قديما قبل محاولة التزامي كان هذا سيكون ردي عليه"ياااه والله سالت عليا ده أن خلاص كنت فاكر انك نسيتني ياشيخ،والعيش والملح اللي بينا افتكرتك نسيتني،طب تصدق بقي انك كنت علي بالي امبارح اه والله يا شيخ كنت علي بالي ورحمت خالي حسن اللي عمري ما شوفته كنت علي باللي امبارح"هذا بالطبع قبل
أما الان فبعد أن رايته فيكفيني أن أسلم عليه بهدوء فأنا غير ملزم بإقناعه باني أتذكره واحبه في الله فيكفيني قولي له "عامل ايه يا فلان يارب تكون بخير والله بحبك في الله"

الان فلننظر الي الحلف هناك نوعان منتشران بالحلف عندنا ولا حول ولا قوة الا بالله النوع الاول هوه  الحلف بالله ولكنه يحدث بكثرة مبالغ فيها يجعلك تبدأ الوقوع في الخطأ فليس كل منا ملاك ولن يخطيء فكثرة الحلف ستؤدي الي التهاون وبما انك دخلت في دائرة التهاون (يبقي كل سنة وانت طيب بقي) ربما أخطات وحلفت خطئا أو كذبا وهنا وجبت عليك الاية القائلة
{ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم} [سورة البقرة :224]

النوع الثاني هو نوع لو نظرت اليه جيدا لوجدت انه حرام ولكنه يجعل من يتمعن النظر فيه الي الضحك من جهالة من يحلف،فيقول رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم : « من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت » رواه البخاري

ولكننا نجد العجب حقا أحدهم يحلف قائلا"عليا النعمة من نعمة ربي" حتي الان لم أفهم ما معني عليا النعمة دائما اتخيلها فوق رأسه يسير بها أو كأنها كقبعة يرتديها عند الخروج فوجب الحلف بها (الصراحة حاجة مسخرة قوي


واخر تجده يقول "والعشرة دول ياعم" ايضا لم أفهم مادخل العشرة في موضوع الحلف والاستشهاد بشيء له قدسية هل العشر صوابع لها قدسية اكثر ،حسنا ماذا لو صادف هذا الحالف برجل له احد عشر صبعا هل سيكون حلفان هذا الرجل عليه اقوي "علشان زايد صوباع

والكوميديا التي تبكيك حقا من كثرة الضحك عندما تجد رجل ضخم الجثة يقول حالفا"وشنب أبويا العمدة " فعلي الرغم من معرفتنا أن شنب الحاج العمدة قد أخذ وقتا في التهذيب والتطويل فلم يصل بعد لتلك الدرجة من القدسية ليصدق به كحلف وربما صادف هذا الرجل ايضا من يمتلك أبا عمدة ايضا وله شنب دخل موسوعة جينس
هل يعقل ما نفعله هذا،حسنا هناك من يحلف بأشياء مودرن(اليومين دول بما اننا في عهد الفيس بوك) يقول احدهم حالفا "وحياة هواكي عندي" أقول لهذا الهيمان صدقني عند الزواج لن تجد هواء او ماء وستضطر الي استعمال المعطرات ليل نهار لتلافي رائحة الثوم والبصل

موقف اخير حدث معي واستغربه كثيرا ،دخلت الي محل بقالة وبعد ان اشتريت ما إشتريته واعطيت البائع عشرين جنيها وانتظرت لكي يعطيني الباقي فلم يعطني شيئا وعندما سأتله اين الباقي قال أني لم اعطه سوي عشرة جنيه وهي ثمن اشيائي،فأكدت عليه أنني بالفعل قد اعطيته عشرين فقال لي بكل بساطة"طب احلف كده" فاستغربت وقلت "والله ياسيدي اديتلك عشرين جنيه" رد قائلا " لأ إحلف جامد" استغربت هل يوجد هناك حلف جامد وحلف ضعيف وحلف نص نص فرددت قائلا"والله العظيم اديتلك عشرين جنيه" فقال لي " لا أحلف وقول أقسم بالله العلي العظيم القدير السميع المجيب اني اديتلك عرشين جنيه والله علي ما أقوله شهيد" ،سألت نفسي وقتها فعلا
هل هذا هوه حالنا حقا أصبحنا لا نصدق بعضنا من كثرة الحلف كذبا حتي ان احدهم قد إبتكر حلفا في رأيه لا يمكن الفكاك منه
لا حول ولا قوة الا بالله 

2 التعليقات

غير معرف يقول... @ 9 يناير 2010 في 9:19 ص

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقال رائع فعلا

وللاسف الشديد اصبح القسم بالله من اسهل الكلمات التي نقولها لبعض رغم ان مجرد القسم بالله يهتز له سبع سموات وارجوا من الله ان يرحمنا جميعا.

وان نرجع لأنفسنا قبل ان يقسم اي منا

اختك

حنان عبد المنعم

haitham elfirgany يقول... @ 2 يونيو 2010 في 8:09 م

مقال رائع جدا يامحمد تسلم ايدك عليه بجد
والله والله ياعم مقال جامد وحياه العظيم مقال تحفه وراس خالي مقال روعه :)

إرسال تعليق