| 2 التعليقات ]


      
 محمد محي الدين عبد المنعم

ارتفع صوت القطار ماراً بالقرب من فيلا الدكتور يوسف الدمياطي في ذلك الحي محدثا تلك الضوضاء الصاخبه والرتيبه لتجعل من بالفيلا يستيقظون في هلع ، وعلى الرغم من ذلك فكانت الفيلا من الخارج تدل على عدم وجود احياء بالداخل كانت الفيلا من الخارج من ذلك الطراز القديم والتي عفا على لونها الزمن فمال لونها للأصفرار حتى أنك لا تعلم ما هو اللون الحقيقي للفيلا وتوجد بها تلك الحديقه التي كانت يوما من الأيام غناء وقد بدا عليها الأهمال ونبتت بها الأعشاب الشيطانيه وأما من الخارج فقد اكتست بتلك الشجيرات اللبلابيه المتسلقه والتي جعلت منها هضبه خضراء اللون ممتزجه بلون الفيلا غير المعروف وتلك القباب على قمتها والتي جعلت منظرها مخيفا للماره من حولها ، مما جعل الناس تظن انها فيلا مهجوره .


(الى متى سنظل على هذا الحال)

ردد الدكتور يوسف تلك العباره وهو يعدل عويناته ويقرأ صحيفة اليوم  وينظر الى تلك النجفه المعلقه بسقف الفيلا وهو يراها تتحرك من أثر مرور القطار بجانب الفيلا .

إن الفيلا قد بناها الجد الأكبر للدكتور يوسف والتي اختار لها مكان المعادي بعيداً عن الضوضاء وزحام المدينه وفرشها بأفخم الأثاث وحلاها بأجمل التحف والتي يعتبر العديد منها أصلياً وبمرور الزمن أهملها أولاده بعدما انشغل كل منهم في حياته وسافر أغلب الأبناء الى الخارج ولم يبق سوى الدكتور يوسف والذي لم يفكر يوما في تنظيف الفيلا جيدا أو حتى رعاية الحديقه حولها ، ان للدكتور يوسف زوجه تدعى سميره والتي انجب منها ثلاثة ابناء عماد وعلياء وعصام وهو في الواقع يعيش حياه مستقره واولاده مستقرين في دراستهم ولا يعاني اية مشاكل ماديه أو حتى صحيه ولا تزال والدة الدكتور تعيش معهم في نفس الفيلا حيث أن لها جناح خاص بالفيلا وهي قعيدة الفراش فهي تعاني من شلل دائم في ساقيها ولا تستطيع الحراك وغالبا ما تأتي ممرضة لتجلس معها وتغادر في المساء ....


هيا يا عصام ، لم تأخرت يا علياء ..... عماد هل انتهيت
افاق الدكتور يوسف على صوت زوجته وهي تنادي أولادها فاليوم هو يوم الرحله سيذهبون للمصيف إلى مدينة مرسى مطروح لمدة سته أيام حيث توافقت أجازاتهم مع اجازة الدكتور فقرروا الذهاب الى مرسى مطروح
قالت زوجة الدكتور : ما بالك يا يوسف فيم أنت سارح
رد يوسف بهدوء : لا اعرف كيف سنترك أمي ولم تصل الممرضه الى الأن
قالت سميره: أولاً ان ميعادها لم يأت بعد ثم إننا قد اتفقنا معها على أن تظل معها طيلة فترة غيابنا.
واردفت : ومع ذلك فلديها مفتاحا للفيلا فللأسف عز الطباخ أجازه اليوم
قال في حيره : لا أعرف يا سميره ان قلبي غير مطمئن سأذهب للأطمئنان عليها وارى حالتها ان كانت تسمح بأن نتركها وحدها الى أن تاتي زهره أم لا
اذن اسرع فميعاد القطار قد اقترب ولا نريده أن يتركنا ويغادر ..
لا تقلقي
وفجأه دق جرس الهاتف واتجه الدكتور يوسف للرد عليه ورفع السماعه وقال في  تؤده :
ألو ..


لم يجد الدكتور يوسف ردا وخيل اليه أنه يسمع اصواتاً متداخله بالتليفون واسترق السمع ليميز تلك الأصوات أنه صوت سيده :
يا سومه ابعتيلي الورق على البيت الراجل مستني هنا
وها هو صوت سيده يرد في الجانب الاخر
حاضر حاضر أنا بس مستنيا مجدي لما ييجي
ردت الاخرى في غضب :
 لا دلوقتي سومه.. تعالي انتي
وبحكم طبيعة وتربية الدكتور يوسف استنبط أن هناك خطوطاً متداخله ولا يصح أن يستمع الى مكالمات الاخرين ووضع السماعه في سرعه..
قالت له سميره :
من المتحدث
لا أحد يبدوا أن هناك تداخل في الخطوط سأصعد لأمي
وصعد الدكتور يوسف الدرج الى أن وصل الى الطابق الثاني وتوجه من خلال الردهه الطويله الى غرفة والدته وطرق الباب وانتظر قليلا الى أن سمع صوتا يقول :
ادخل يا يوسف
دلف يوسف الى الحجره وارتسمت على وجهه ابتسامه واسعه وهو يقول :
كيف عرفتنى يا أمي؟
ردت أمه في هدوء
من خطواتك يا ولدي 
قبل يديها وقال : كيف حالك اليوم..
- أنا بخير يا بني لكن الممرضه لم تأت الى الان .
- لا أدري لم تأخرت الى الان
- على كل حال اذهب أنت حتى لا تتأخر عن ميعاد القطار فأنا لا أعلم لم أنت مصر على السفر بالقطار على الرغم من وجود سيارتك الخاصه
ضحك الدكتور يوسف وقال: لقد مللت القياده ..فأنا اريد التغيير.. التغيير في كل شيء .
ابتسمت له والدته وهي تضع يديها على وجهه في حنو قائله : تأت لي بألف سلامه
ارتسم الحزن عل وجه يوسف : أنا لا استطيع تركك وحيده يا أمي .
لا تقلق يا بني زهره نعرفها منذ زمن ومعها مفتاح الفيلا ونحن نثق بها ثقه عمياء فهي تعتبر واحده منا الان لكني فقط لا ادري لم تأخرت الى الان ولكن كما يقولون ( الغايب حجته معاه ).
عقد يوسف حاجبيه وقال : لا أعرف أنا لست مستريحا لتركك وحيده ..
لا تقلق يا بني
امتأكده أنك ستكونين بخير
ردت أمه في حماس : بالتأكيد بجانبي الهاتف وأمامي التلفزيون وأنت تعلم أنا انام مبكره .. لا تقلق على
استراح الدكتور يوسف لتلك اللهجه وقال في تأثر : اذن استودعك الله يا أمي
أن اردت شيئا فأرجوك تكلمي معي على هاتفي الجوال وسأطمئن عليكي كل بضعة ساعات.
بالتأكيد ...
انصرف يوسف ولم يرى أمه وقد خبت ابتسامتها وهي تراقب يوسف في لهفه وهو خارج من الغرفه وبمجرد أن اغلق عليها الباب شعرت بوحده شديده أنها غالبا ما تشعر بتلك الوحده على الرغم من وجود ابنها وزوجته وأولادهما الا أنه قلما يزورها أحدهم في غرفتها أولا ابنها لطبيعة عمله وزوجته هي الأخرى بطبيعة عملها والأولاد ما زالوا صغارا ومرضها يمنعها من النزول والخروج من غرفتها كثيرا ً...
وابتسمت وهي تلتقط الريموت كنترول وتفتح جهاز التلفاز لتتسلى به قليلا ...وبعد دقائق سمعت صوت الباب الخارجي للفيلا وهو يغلق ... وبدون أن  تشعر انسابت دمعه على وجنتها وهي لا تتصور أنهم قد تركوها وحدها .. كيف استطاعوا لقد طلبت هي من يوسف ذلك وألحت في طلبها ولكن لم تتصور أن يتركوها وعادت لتبتسم مره أخرى وهي تفكر أنها سنة الحياه يا لطالما فرحت وتنزهت وخرجت مع والديها وزوجها فلتدع الأولاد يفرجون عن أنفسهم قليلا ورددت : يا للنفس البشريه
وبدأت في تحويل القنوات بالريموت كنترول وهي تقريباً لا تشاهد شيئا ...وفجأه دق جرس الهاتف ورفعت السيده محفوظه سماعة الهاتف و ..
ألو
وما من مجيب انها بعض الأصوات المتداخله انها تستطيع تمييز بعض الاصوات
حرام عليكي يا ..ومه أنـ..  الورق ...... الأن .
أخذت تسترق السمع حتى تفسر الأصوات فلم تستطع وأغلقت السماعه ولم تلبث حتى رفعتها مره أخرى وما زالت الأصوات مستمره ......
ووضعتها وهي تتوقع أنه ربما يكون هناك تداخل في الخطوط واستمرت في مشاهدة التلفزيون مره أخرى و....
...و دق الجرس مره أخرى ورفعت السماعه في سرعه وسمعت هذه المره بوضوح بعض الأشخاص يتكلمون:
ماذا قررت يا عفيفي ...
لا اعرف .. أمتأكد أنه لا يوجد أحد سواها
بالتأكيد ..
وماذا قررت أن نفعل معها 
سمعت صوت ضحكات قادمه من الطرف الاخر
كما فعلنا مع سابقيها
يا لك من شيطان
يا عفيفي .. أن هذا المنزل به تحف غاليه للغايه وسنستريح بعد سرقته كثيراً
اتسعت عينا السيده محفوظه حين سمعت كلمة السرقه وارتجفت في خوف وهي تزيد سماعة الهاتف الصاقا بأذنيها حتى تستمع الى كل كلمه يقولها أولئك الاشخاص....
وما هي الخطه
سأتصل بك مره أخرى فقد وصل عبده سأتفاهم معه واتصل بك مره أخرى ..
وكليك..... أغلقت السماعه من الناحيتين وما زالت السيده محفوظه واضعه السماعه على اذنيها وهي لا تصدق ما تسمع أنهم كانوا يتكلمون عن سرقة منزل ماذا تفعل ... ما هو التصرف التي تستطيع فعله .... لأول مره تشعر بالعجز ستطلب النجده لتقول لهم ما سمعت ولكن هل سيصدقونها وماذا ستقول لهم وأي منزل سيسرقون وماذا سيفعلون مع تلك الفتاه التي كانوا يتكلمون عنها انها مشتته لا تعلم ما يجب فعله ... انها وحيد وحيده وخائفه .
وعلى الرغم من سنوات عمرها التي تجاوزت الخامسه والستين وخبراتها الطويله في الحياه الا انها لا تعرف ما الذي ينبغي عليها فعله ستنتظر قليلا حتى يدق الجرس مره اخرى لتعرف المزيد من المعلومات لتقرر ان كانت ستتصل برجال الشرطه لتخبرهم أم لا ....
وعاودت مره اخرى مشاهدة التلفزيون وافكارها تتقلب ومرت الساعه ثم الأخرى وبدأت عينا السيده محفوظه تتثاقلان وتتثاقلان و......
وفجأة ارتفع رنين جرس الهاتف ، وانتفضت السيده محفوظه من مكانها وامتدت يدها لا ارداياً الى السماعه لتلتقطها في لهفه وتضعها على اذنيها وقلبها العجوز ينبض بشده من اثر المفاجأه ........
هيييه ماذا قررت
لقد اتفقت مع عبده على كل شيىء
اذن ما هي الخطه
أولا لقد تابعنا ذلك المنزل منذ فتره وعلمنا أنه تسكنه عائله مكونه من أب وأم وثلاثه اولاد وهم جميعاً ذهبوا في اجازه ولا يوجد بالمنزل سوى الأم العجوز وهي قعيده ولا تستطيع الحركه .... ان الفيلا كبيره وكما سمعت بها اشياء ثمينه كثيره .
عفيفي وجود تلك المرأه قد يشكل عائقا فقد تصرخ أو تتصل بالشرطه ونحن لا نريد مشاكل .
ضحك عفيفي وقال بصوت أجش : منذ متى كانت هناك أمامنا عوائق....
بدأت الدنيا تدور في وجه السيده محفوظه وهي لا تصدق ما تسمع وقد بدأت تفهم عمن يتكلم أولئك اللصوص وانسابت الدموع لا اراديا من مقلتيها وهي تشعر برعب شديد ، أنهم يتكلمون عن منزلها... عن فيلتهم.. عنها شخصيا ً .....يا للهول ماذا ستفعل ماذا ستفعل انها قعيده لا تستطيع الحراك وحتى يديها غير قويتين لتزحف لباب الفيلا أو حتى تساعدها على الحركه لم لم تأت زهره الى الأن.... جاءها الرد على الفور عن طريق عفيفي المتحدث في التلفون ......
- لقد اختطفنا الفتاه التي كانت على موعد معهم
 واردف قائلا ً : لقد  استطعنا استدراج الطباخ في الكلام لنعرف تلك المعلومات والأن لم يبق سوى تلك السيده العجوز ...
اليك الخطه .. أولا سوف ندخــ....
وفي تلك اللحظه ارتفع صوت القطار مارا بجانب الفيلا التي أخذت تهتز كالعاده عند مرور القطار بجانبها .
علا صوت القطار على صوت عفيفي المتحدث وارتفع الضجيج من حول السيده محفوظه حتى أنها لم تستطع سماع صوت عفيفي يتكلم عن الخطه وألصقت السماعه بأذنيها بكل قوتها حتى تستطيع أن تسمع واضعه يدها الأخرى على أذنها اليسرى ولكن بلا جدوى وغاب صوت القطار مبتعداً......
يالها من خطه بارعه
ما رأيك ؟
أنا موافق اذن نتقابل في المقهى الساعه العاشره مساءاً
سلام
ارتجفت السيده محفوظه ولم تتوقف عن الارتجاف لمده النصف ساعه وقلبها المسكين ينبض بعنف وبدأت تشعر بالدوار وجفناها يتثاقلان وشعرت بانها سوف تفقد الوعي وبدأت تقاوم ولكن بلا جدوى وبدأت الدنيا تظلم من حولها وتظلم وتظلم وتظلم..
*  *  *
فتحت السيده محفوظه عيناها في تثاقل وما لبثت أن تذكرت موقفها وننظرت في الساعه بجانبها فوجدتها التاسعه واتسعت عيناها في رعب وتحسست حولها حتى تجد الهاتف واصطدمت يدها به فالتقطت السماعه وضربت الأرقام
12  2
وجاءها الرد من الناحيه الاخرى على شكل صوتا أليا يقول :
جميع الخطوط مشغوله برجاء الاتصال بعد قليل
كادت السيده محفوظه أن تجن  وقد اصبحت في حاله يرثى لها فيداها ترتجفات وقلبها لا يتوقف عن الخفقان بمنتهى العنف وحاولت مره أخرى وأخرى وأخرى بلاجدوى وهي تنظر أمامها في ساعة الحائط التي اعلنت عن العاشره الا ربع وانخرطت في بكاء شديد ..
وفجأه تذكرت شيئا رقم ابنها يوسف نعم انها تعرفه لم لم تفكر في ذلك من قبل انها غبيه غبيه..ولطمت نفسها لا اراديا وبدأت الدموع تجف بعد أن مسحتها بيديها وهي تتذكر الرقم في سرعه انه   012677884نعم انه هو وضربت الرقم و لا شيء مره اخرى .
وكادت أن تجن هناك شيئا ما حتما ًيبدوا انها ..... نعم انه الرقم انه غير كامل ان ما طلبته رقم مكون من تسعة ارقام فقط نعم سوف تطلبه كاملا هذه المره ولكن مهلاً انها لا تعرف الرقم الاخير لقد نسيته ....
وعادت تبكي مره أخرى وصوتها يعلوا :
ماهو الرقم  .. ما هو الرقم ...؟؟؟


ويبدوا ان مخها انمحت منه كل الاشياء ولم تستطع التفكير وهي تنظر الى الساعه انها العاشره والنصف
ما بال هذا الوقت اللعين لم يتحرك بتلك السرعه .. دائما ما يكون الوقت معها بطيئا بطيئا كأنما دائما ما يعاندها ليجعل ليلها طوبلاً ويجعل لحظات سعادتها قليله لمه ...؟
وهنا خطرت للسيده محفوظه فكره أخرى والتقطت سماعه الهاتف مره اخرى وضربت الأرقام 2665897 وبالفعل دق الجرس في الناحيه الأخرى وتهللت اسارير السيده محفوظه وهي تسمع ذلك الرنين العذب التي لا تضاهيها صوت أعذب الالحان والاصوات وهو صوت الجرس في الناحيه الاخرى و ...
ألو
انه صوت رجل
ردت محفوظه بلهفه : نعم يا سيدي أنا اسمي محفوظه واسكن في المعادي وهناك من يريد قتلي ارجوك ساعدنى
..................
لم يجاوبها سوى الصمت المطبق وفجأه انفجر الرجل في الناحيه الاخرى في الضحك وأخذ يقهقه بصوت عال
انسابت الدموع بسرعه من عيني السيد محفوظه وقالت في استعطاف :
ارجوك يا سيدي سوف يقتلونني


هدأ الرجل قليلا وقال وهو يلتقط أنفاسه :
يا لك من امرأه ..حقا لقد امتعتني بتلك المزحه ...
وكليك ..سمعت صوت السماعه يوضع في الناحيه الاخرى 


وضعت السيده محفوظه السماعه في استسلام ان قله حيلتها جعلتها تتصل بأرقاما عشوائيه لتستنجد بأي شخص يرد عليها في الناحيه الاخرى ولكن للأسف ها هو يسخر منها واحنت راسها  ونظرت الى الساعه والتي اعلنت الحادية عشر الا ربع ..و...........
وفجأه سمعت جلبه تصدر من الدور السفلي واصواتا متداخله  تتكلم ....وخفق قلبها بمنتهى القوه وهي لا تستطيع تحمل كل هذا الضغط على اعصابها وتوقفت كل أطرافها عن الحركه ولأول مره تشعر بالشلل الحقيقي انها حتى لا تستطيع تحريك رقبتها الى الناحيه الأخرى ولا يديها لأول مره تشعر بالشلل بعد حوالي خمسة عشر عاما من اصابتها بالشلل و...
تعالت الاصوات قليلا وسمعت صوت خطوات تتحرك في الخارج ومتجهه الى حجرتها بالذات انها تعلم حين يتحرك أحدهم الى غرفتها ...


انها لم تشعر بذلك الرعب طوال حياتها ان قلبها يكاد يقفز من صدرها ليعلن عن ارهاقه سوف يصرخ فيها حين يخرج كفى لا استطيع التحمل اريد أن أتوقف الى الأبد لا أريد الحركه بعد الان .....
عيناها تتثاقلان مره أخرى وهي تنظر الى باب الحجره بطرف عينيها بدون ان تحرك رقبتها وعيناها متسعتين عن اخرهما وتكاد مقلتيها تخرج من محجريهما والدموع تغرق عينيها ووجهها وترتجف شفتاها وهي تنطق الشهادتين ...
وها هو الباب يفتح وتمتد يدا ترتدي قفازا اسود لتدلف الى الغرفه .....
وجاء القطار في هذه اللحظه لتهتز الفيلا كعادتها وينطلق ذلك الضجيج ....
وتمنت الموت في تلك اللحظه وحاولت ان تدخل في غيبوبه أو ان تغمض عينيها أو ان تحرك يديها ...ولكن بلا جدوى و ... أخيراً أنطلق صوتا من فمها صوتا لم تسمع هي مثله من قبل حين اقترب منها ذلك القادم المجهول الذي لم تعد ترى منه سوى ظل اسود رهيب ممسكا بيديه شيئا لا تدري كنهه ......
كان ذلك الصوت الصادر منها هو صرخه ....صرخة رهيبه امتزج فيها الرعب بالألم
صرخة نهايه .

     ملحوظة
           القصة مأخوذة من أحد البرامج الإذاعية القديمة

2 التعليقات

نورهان عثمان يقول... @ 9 فبراير 2010 في 10:48 م

قصة جميلة أعجبني فيها استخدام فكرة تداخل خطوط التليفون الذي يحدث عندنا بالفعل في ارعاب عجوز وانتظارها لنهاية لن تستطيع تغييرها واعجبني العنوان الذي يعبر عن الفترة الزمنية منذ عرفت العجوز ما سيحدث لها و حتى حدوثه، فعلاً جميلة.

Unknown يقول... @ 22 أكتوبر 2015 في 11:37 ص

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد ,,,,

يسعدنا بداية أن نهديكم أصالة عن أنفسنا، ونيابة عن جامعة المدينة العالمية [MEDIU] أرق التحية وأطيب الأمنيات لكم بدوام التقدم والإزدهار، مقرونة بصادق الدعوات لكم بالمزيد من التوفيق والتطور والنماء.

جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا:

"جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا" هي إحدى الجامعات الرائدة في دولة ماليزيا، والتي امتازت بالتفوق والتميز في مجالات التقنية والتعليم العالي، و "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" هي جامعة متعددة الثقافات والمجالات الدراسية ويقع مقرها الإداري الرئيسى في مدينة شاه علم بماليزيا ، وإليكم تاريخ موجز:
1. تأسست "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" مطلع عام 2004م بالمدينة المنورة.
2. في تاريخ 19/يوليو/ 2006م حصلت الجامعة على دعوة من وزارة التعليم العالي الماليزية لإنشاء مركز الجامعة بدولة ماليزيا .
3. بتاريخ 20/يوليو/2007م، حصلت الجامعة على الترخيص الكامل من وزارة التعليم العالي الماليزية لتكون أول جامعة عالمية ماليزية تنتهج منهجي التعليم - نظام التعليم المباشر في المقر الجامعي بماليزيا - نظام التعليم عن بعد (عبر التعليم الالكتروني) وتستهدف الطلاب من شتى أنحاء العالم.
4. في مطلع شهر فبراير من العام 2008م بدأت الجامعة أعمال التشغيل الكامل وإستقبال الطلاب .
5. إلتحق بالجامعة إلى مطلع العام 2009م زهاء [1500] طالب وطالبة من دول مختلفة، في حين زاد عدد طلبات الإلتحاق المقدمة إلى الجامعة عن [3000] طلب إلتحاق.
6. اوائل /2009 م. طرحت الجامعة اكثر من (24)برنامجا أكاديميا معتمدا من قبل هيئة الاعتماد الأكاديمي ووزارة التعليم العالي الماليزية في كلياتها, واكثر من (34) دورة معتمدة في اللغتين العربية والإنجليزية بمركز اللغات .
7. أوائل 2009 م. تنوعت مستويات البرامج الدراسية في الجامعة لتشمل إيجاد مراحل : المستوى التمهيدي للمرحلة ماقبل الجامعية , الدبلوم , درجة البكالوريوس ، الدراسات العليا , دورات التأهيل اللغوي .
8. أواسط 2009 م. بلغ عدد الطلبة الذين تم تسجيلهم في الجامعة اكثر من (4701) طالب وطالبة من اكثر من ( 40 ) جنسية حول العالم .
9. الربع الثالث لسنة 2009 م. اجتازت جامعة المدينة العالمية [MEDIU] بنجاح التفتيش المؤسسي الذي عقدته وزارة التعليم العالي الماليزية للتأكد من الجودة الأكاديمية والإدارية للجامعة .
10. نهاية عام 2009 م. زاد عدد طلبات الإلتحاق الوارده الى الجامعه عن ( 6508 ) طلب من اكثر من (60) دولة حول العالم , فيما زاد عدد الطلبة المسجلين في الجامعة عن ( 2482 ) .
11. نهاية عام 2009 م. انتهت الجامعة من تقديم (10) برامج دراسية جديدة لإعتمادها من قبل هيئة الإعتماد الماليزي في مراحل الدراسات العليا .
12. نهاية عام 2009 م. بدأت جامعة المدينة العالمية الاجراءات التأسيسية للبدء بالتعليم الجامعي المباشر في تخصصات علمية وتطبيقية جديدة شملت علوم الحاسب الآلي , والعلوم المالية والإدارية , والهندسة والتي تعتزم أن يتم البدء بها منتصف العام 2010 م .

إرسال تعليق